الثلاثاء، 27 يناير 2015

222











في أي غرف بيتك تقع صور حبيباتك


لأعلق لهن الأزهار و زينات العيد؟


اعذرني ..حبي لك غير متحضر


يجهل الغيرة و شهية التملك ..


انه عفوي ..بدائي ..ساذج ..بسيط كالمطر


ينخرط في قبيلة عشقك


دونما طقوس و مراسيم


أو اوسمة او فواتير او دموع


***


افترشت الغربة و التحفت بحبك


فوجدتني في وطني


أي بركان جميل يرحب بي ؟


و عاصفة الألعاب النارية تغطي الكواكب


و أمد يدي لأقطف نجمة


و أكتشف معك


طائرا نسيته قبيلتنا منذ دهور اسمه الفرح ..


***


اسمك السر و حبك عيد


شارباك انفراجة ابتسامة الاجداد


ذراعاك ارجوحة نسيان


و داخل عينيك دروب أركض فيها الى الطفولة


و بحيرات كالمرايا أمشي فوق مياهها و لا أبتل


سعيدة لأننا نتحرك في مجرة واحدة


و لأنني مررت يوما بمدارك و لم أرتطم بكوكبك ..و أحترق


سعيدة لمجرد أنك موجود


و يكفينني أنني عرفتك... و أحببتك..


...و اعرف اسماء زوجاتك و محظياتك ..


.. و اعرف تضاريس عمرك الشرسة ووهاد مزاجك .. و أحبك


ما كان بوسعي ان احب سبورة ممسوحة


جديدة لا خدش فيها و لا طعنة ذكرى


***


أحبك لأنني عرفت معك شيئا جديدا غريبا عني


اسمه الفرح


كل اللذين احببتهم قبلك


صنعوا لي قفصا وسوطا و لجاما ..


و مقصا لأجنحتي و كمامة لأغاني الغجرية في أعماقي ..


فصار الهوى معتقلا و الحوار محاكمة


و علموني الحزن و القسوة و اللامبالاه


و الغدر و السخرية المصفرة ..


معك التقيت الشمس صافحت الضحك راقصت البراءة


و قدمت اوراق اعتمادي الى الشروق ..


و اكتشفت كم همسك الازرق جميل عند الفجر


***


لأن الحب حالة متحركة


لأن الحب ليس تدجينا للصدق و تزويرا للعمر


احبك كما انت داخل اطارك


و احب حكايا حبك لسواي


مباركة لحظات حنانك الشفاف و لحظات جنونك ...


مباركة عيون المراة التي ستحب بعدي


و التي أحببت قبلي ..


مباركة همساتكما معا ..


مبارك اشتعالك بالحب أيا كان الإناء !..


فأنا لن أفهم يوما


لماذا يجب ان يحولني الحب


الى مؤسسة مكرسة لتخريبك


و التجسس عليك


و شبكة ارهابية تحصي همساتك ..


لا أفهم لماذا يجعل الحب بعض العشاق


اعداء لمخلوقات هذا الكوكب كله حتى الحبيب !!


***


أن احبك يعني ان اتصالح و القمر


و الاشجار و الفرح و العصافير


و العيد في وطني


ان احبك يعني انني اعلنت هدنة مع الحزن


و اعدت علاقاتي الدبلوماسية


و رقصة الليل في دمي ...


***


لا تعتب على صمتي فاللغة ( ديكور ) العواطف ..


و بعيدا عن وحل الكلمات


كبر حبي لك


زهرة مائية غامضة تتغذى بالليل و السكون ...


و ضوء القمر المتاجج فضة ..


و ثمار غابات العذوبة...


و تعال نكتشف معا ( وحدة قياسية ) للحب


غير التدمير المتبادل و جنون الامتلاك ..


***


حبك سعادة مقطرة ..أفراحك مباركة


في قلبي الذي يجهل رعونة الغيرة ...


وحده الموت يثير غيرتي اذا انفرد بك !..


***


أتمنى ان اكون ضوءا في اعماقك


و لا اشتهي تبديل تضاريس المصباح


فهل تقبل حبي ؟


و تمنحني تأشيرة دخول الى دورتك الدموية ؟


***


ابق كما انت ..عيدا


ستسعد بك النساء جميعا


بدل من أن تتعس امرأه واحدة !..


----------





اهرول من بحر الى اخر و من طائرة الى قطار


و من رفيق الى اخر


اجمع في يدي الصغيرة مجوهرات الاحزان


ثم انثرها على الشاطىء الشاسع


و انا ارقص في مهرجان احبابي


اعبر المغاور المغطاه بازهار خرافية ووحشية الحمرة


تلتهم اللذين لم يدمغهم الحب


و اسبح في غدير تكسوه زنابق التنهدات الليلية


و اتقلب على الحرير و المخمل و الشهوات المستحيلة


و لكنني حين اصحوا


اجد نفسي وحيدة فوق ورقة بيضاء شاسعة


مثل قطرة حبر


سقطت سهوا من محبرة غامضة


***


في البدء كان حبك ؟ ...لا ....


في البدء كان الصمت الشفاف المتواطىء


في البدء كان الخريف الجارح العذوبة


في البدء كان الفراق ..ثم اخترعنا له حكاية


و سطرنا سيناريو الاشواق في دفتر الاوهام


في البدء كان الموت ..الموت


و عبثا حاربناه بالشعر و المواء الليلي المحموم


و صندوق الفرجة و عقاقير التحنيط


***


ايتها المدينة الزئبقية


اقنعيني بانني كنت حقا


عشتك حقا


و زففتك الى النسيان


ايتها المدينة المستحيلة


امنحيني شهادة ولادة


كي اقدر على الموت


***


حبنا؟


كيف أمكن لمعجزة


ان تدوم طويلا هكذا


و ان تتكرر؟


**


منذ فقدتك استعدت صحوي


و صفاء الرؤيا


الحياة ؟


عضو ميت في جسد اثيري حي لا متناه


الحياة ؟


زحف مشلول صوب الضوء


بوضوح شاهدت الكرة الارضية


تنحسر من تحتي هاربة


حين جرؤت على رفع بقية الستارة


عن المسرح ...


***


ايها الاحمق المتوحش يا قلبي


متى تبتعد عن المرض الدائري الدواري


الملقب بالحب


و تمشي بخطى ثابتة


الى مركز الدائرة الملقب


بالموت ؟


-----







آه صوتك صوتك !


يأتيني مشحوناً بحنانك


وتتفجر الحياة حتى


في سماعة الهاتف القارسة.


آه صوتك صوتك !


_ ويتوقف المساء حابساً أنفاسه _


كيف تستطيع أسلاك الهاتف الرقيقة


أن تحمل كل قوافل الحب ومواكبه وأعياده


الساعية بيني وبينك


مع كل همسة شوق ؟!


كيف تحمل أسلاك الهاتف الدقيقة


هذا الزلزال كله


وطوفان الفرح وارتعاشات اللهفة


ومطر الهمس المضيء


المتساقط في هذه الأمسية النادرة ؟!


آه صوتك صوتك !


صوتك القادم من عصور الحب المنقرضة


صوتك نسمة النقاء والمحبة


في مدينة الثرثرة وأبواق السيارات الضحكة


والنكات الثقيلة كالأسنان الاصطناعية


مدينة بطاقات الدعوات إلى الحفلات


وورقات النعوة وشركات التأمين


مدينة المقاهي والتسكع والكلاب المرفهة وزيت الشعر


والتثاؤب والشتائم وحبوب منع الحمل


والسمك المتعفن على الشاطئ ...


آه صوتك صوتك !


صوتك الليلي الهامس طوق نجاة


في مستنقع الانهيار.


آه صوتك صوتك !


مسكون باللهفة كعناق


يعلقني بين الالتهاب والجنون على أسوار قلعة الليل...


وأعاني سكرات الحياة


وأنا افتقدك


وأعاني سكرات الحياة


وأنا أحبك أكثر.


آه صوتك صوتك !


ترميه من سماعة الهاتف


على طرف ليلي الشتائي


مثل خيط من اللآليء


يقود إلى غابة ...


وأركض في الغابة


اعرف انك مختبئ خلف الأشجار


واسمع ضحكتك المتخابثة


وحين ألمس طرف وجهك


توقظني السماعة القارسة.


آه صوتك صوتك !


وأدخل من جديد مدار حبك


كيف تستطيع همساتك وحدها


ان تزرع تحت جلدي


ما لم تزرعه صرخات الرجال


الراكضين خلفي بمحاريثهم ؟!


آه صوتك صوتك !


وهذا الليل الشتائي


يصير شفافاً ورقيقاً


وفي الخارج خلف النافذة


لابد ان ضباباً مضيئاً


يتصاعد من زوايا العتمة


كما في قلبي


آه صوتك صوتك !


وكل ذلك الثراء والزخم الشاب


تطمرني به


وأشتهي أن أقطف لك


كلمات وكلمات من أشجار البلاغة


ولكن ...


كل الكلمات رثة


وحبك جديد جديد ...


الكلمات كأزياء نصف مهترئة


تخرج من صناديق اللغة المليئة بالعتق


وحبك نضر وشرس وشمسي


وعبثاً أدخل في عنقه


لجام الألفاظ المحددة !


آه صوتك صوتك !


يولد منك الفرد والضوء


والفراشات الملونة والطيور


داخل أمواج المساء الهارب


لقد احكمت على نفسي


إغلاق قوقعتي


فكيف تسلل صوتك الي


ودخل منقارك الذهبي


حتى نخاع عظامي ؟!


آه صوتك صوتك !


واتوق إلى احتضانك


لكنني مقيدة إلى كرسي الزمان والمكطان


بأسلاك هاتف


ومطعونة بسماعته !


آه صوتك صوتك !


وانصت إلى قلبي ...


يا للمعجزة : إنه يدق